منتديات سوبر ماما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
admin
المديرة العامة
المديرة العامة
admin


عدد المساهمات : 2179
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان   الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 27, 2012 1:34 pm

الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان Water_drop1

من الدلالات العلمية التي يمكن استخلاصها من قول الحق‏ ـ‏ تبارك وتعالى ـ : " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ "(الانبياء:30) ما يلي‏
أولا‏ :‏ أن الماء سابق في وجوده على جميع الخلائق‏،‏ فقد أثبتت دراسات علوم الأرض أن هذا الكوكب يرجع عمره إلى أكثر من ‏4.6‏ بليون سنة مضت‏،‏ بينما يرجع عمر أقدم أثر للحياة في صخور الأرض إلى ‏3.8‏ بليون سنة مضت‏،‏ وهذا يعني أن عملية إعداد الأرض لاستقبال الحياة استغرقت أكثر من ثمانمائة مليون سنة ، وربنا ـ تبارك وتعالى ـ قادر على أن يقول للشيء كن فيكون‏،‏ وإنما جاء الخلق على مراحل متطاولة من الزمن بهدف إعانة الإنسان على تتبع سنن الله في الأرض‏،‏ وعلى حسن توظيفها في عمارة الحياة‏؛‏ لأن كلاً من الزمان والمكان إذا كان من أبعاد المادة‏،‏ وحدود الإنسان‏،‏ فهو من خلق الله‏،‏ والمخلوق لا يحد الخالق أبدا‏ًً ،‏ فالله ـ تعالى‏ ـ‏ فوق جميع خلقه بما في ذلك المادة، والطاقة، والزمان، والمكان ‏.‏
وخلال هذه الفترة الطويلة من إعداد الأرض لاستقبال الحياة، فجر الله‏ ـ‏ تعالى‏ ـ الأرض بالثورات البركانية التي أخرجت كلاً من أغلفة الأرض الصخرية‏،‏ والمائية‏،‏ والهوائية‏،‏ كما كونت السلاسل الجبلية التي اندفعت من قاع المحيط الأولي الغامر للأرض حتى أصبح كوكبنا مهيئاً ليكون حاضناً لنوع الحياة الأرضية‏.‏
ثانيا‏ًً:‏ أن الله‏ ـ‏ تعالى‏ ـ‏ خلق كل صور الحياة الأرضية الباكرة في الماء‏؛‏ لأن الأوساط المائية في بدء خلق الأرض كانت أنسب البيئات لاستقبال الحياة‏،‏ ودراسات بقايا الحياة في صخور الأرض تشير إلى أن الحياة المائية استمرت على الأرض قرابة ‏3360‏ مليون سنة (‏في الفترة من ‏3800‏ مليون سنة مضت إلى ‏440‏ مليون سنة مضت‏)‏ قبل خلق أول نباتات على اليابسة‏ .‏
ثالثاً ‏:‏ كذلك أثبتت دراسات علوم الأرض أن خلق النبات كان دوماً سابقاًًًً لخلق الحيوان‏،‏ وأن عملية الخلق قد توجها الله‏ ـ‏ تعالى ـ بخلق الإنسان‏،‏ وعلى ذلك فإن خلق النباتات البحرية كان سابقاً لخلق الحيوانات البحرية‏،‏ وكذلك خلق النباتات الأرضية على اليابسة كان سابقاً لخلق الحيوانات على اليابسة‏،‏ وكل ذلك كان سابقاً لخلق الإنسان، وهو المخلوق الذي كرمه الله‏ ـ سبحانه وتعالى‏ ـ‏ فقال‏ ـ عز من قائل ـ‏ :‏ " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ "‏ (الإسراء:70) .
والحكمة من ذلك جلية‏،‏ بينة واضحة‏؛ لأن الإنسان يعتمد في غذائه على كلٍ من النبات والحيوان‏؛‏ ولأن كلاً من الإنسان والحيوان يعتمد في غذائه على النبات‏؛ ولأن النباتات لعبت ـ ولا تزال تلعب ـ الدور الرئيسي في إمداد الغلاف الغازي للأرض بالأوكسجين الذي بدونه ما كانت حياة أي من الحيوان أو الإنسان ممكنة‏ .
يضاف إلى ذلك أن النبات الأخضر هو المصنع الرباني الذي تتخلق فيه الجزيئات العضوية اللازمة لبناء أجساد كل صور الحياة النباتية والحيوانية والإنسية، وذلك بواسطة الماء المقبل مع العصارة الغذائية المستمدة من الأرض‏،‏ وثاني أوكسيد الكربون المستمد من الغلاف الغازي للأرض‏،‏ والطاقة المستمدة من الشمس وعملية التمثيل الضوئي في النباتات الخضراء لا تتم في غيبة الماء‏،‏ الذي يتكون كل جزيء فيه من ذرتي إيدروجين‏،‏ وذرة أوكسجين واحدة‏،‏ والنبات يستمد الماء من العصارة الغذائية التي تمتصها جذوره من تربة وصخور الأرض‏،‏ ويستمد الطاقة من ضوء الشمس بواسطة الصبغة الخضراء التي أودعها الله‏ ـ‏ تعالى‏ ـ‏ في خلايا النبات والمعروفة باسم اليخضور‏،‏ والتي أعطاها الله‏ ـ‏ سبحانه وتعالى ـ‏ القدرة على تحليل جزيء الماء إلى أيون من الإيدروجين يحمل شحنة كهربائية موجبة‏،‏ وأيون آخر من الإيدروكسيد يحمل شحنة كهربائية سالبة‏،‏ وباتحاد كل اثنين من أيونات الإيدروكسيد يتكون جزيء من الماء وذرة من ذرات الأوكسجين الذي ينطلق إلى الغلاف الغازي للأرض لتعويض ما تستهلكه بقية الكائنات الحية من هذا الغاز الضروري للحياة عن طريق التنفس‏ .‏
وتتحد أيونات الإيدروجين الناتجة عن عملية تحلل الماء مع جزيئات ثاني أوكسيد الكربون الذي يستمده النبات من الجو المحيط به ليكون جميع أنواع الجزيئات العضوية اللازمة لبناء الخلايا الحية‏،‏ مبتدئاً بأبسطها‏،‏ وهو سكر العنب‏ ـ الجلوكوز‏ ـ‏ وغيره من السكاكر والنشويات‏ ـ الكربوهيدرات‏ ـ ‏ منتهياً إلى البروتينات‏،‏ والزيوت‏،‏ والدهون‏،‏ ومركبات ذلك من الأحماض الأمينية‏،‏ والأحماض النووية التي تكتب بها الشفرة الوراثية لكل كائن حي ‏.‏
وبهذه العملية يختزن جزء من طاقة الشمس على هيئة روابط كيميائية تلعب الدور الرئيسي فيها أيونات الإيدروجين الموجودة في الماء‏،‏ بينما الأوكسجين المنطلق من الماء إلى الجو عن طريق عملية التمثيل الضوئي، فإنه يستخدم بواسطة بقية الكائنات الحية في عملية التنفس، وهي عملية ينتج عنها أكسدة المواد العضوية في الطعام والمأخوذة أصلاً من النبات مباشرة،‏ ‏أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الحيوان إلى ثاني أوكسيد كربون وماء ،‏ وبذلك يسترجع الغلاف الغازي للأرض ثاني أوكسيد الكربون الذي أخذه منه النبات‏،‏ كما يسترجع قدراً من طاقة الشمس التي استفاد بها النبات على شكل حرارة ناتجة عن جميع الأنشطة التي تقوم بها الكائنات الحية‏،‏ أو تتركها على هيئة بقايا وفضلات تتأكسد وتعود هي الأخرى إلى الجو‏ .‏
من هنا يتضح أن الماء ضروري لبناء أجساد كل الكائنات الحية‏،‏ كما أنه ضروري لمساعدتها على الاستمرار في القيام بمختلف نشاطاتها ومظاهرها الحيوية‏ .‏
رابعاً ‏:‏ أن الماء أعظم مذيب يعرفه الإنسان، ولذلك يشكل الوسط المذيب للعديد من العناصر والمركبات التي يقوم بنقلها من تربة وصخور الأرض إلى مختلف أجزاء النبات‏،‏ ومن الطعام إلى مختلف أجزاء جسم كلٍ من الإنسان والحيوان‏،‏ وذلك بما له من درجة عالية من اللزوجة والتوتر السطحي‏،‏ وخاصية شعرية فائقة‏ .
خامسا‏ًً :‏ أن الماء يشكل العنصر الأساسي في بناء أجساد جميع الكائنات الحية‏،‏ فقد ثبت بالتحليل أن نسبة الماء في جسم الإنسان تتراوح بين حوالي‏ 71 %‏ في الإنسان البالغ‏،‏ و‏93 %‏ في الجنين ذي الأشهر المحدودة‏،‏ بينما يكون الماء أكثر من‏80 %‏ من تركيب دم الإنسان‏،‏ وأكثر من ‏90‏% من أجساد العديد من النباتات والحيوانات‏ .‏
سادسا‏ًً:‏ أن جميع الأنشطة الحياتية وتفاعلاتها المتعددة من التغذية إلى الإخراج، ومن النمو إلى التكاثر، لا تتم في غيبة الماء بدءاً من التمثيل الغذائي‏،‏ وتبادل المحاليل بين الخلايا وبعضها البعض‏،‏ وبينها وبين المسافات الفاصلة بينها‏،‏ وذلك بواسطة الخاصية الشعرية للمحاليل المائية التي تعمل من خلال جذر الخلايا‏،‏ وانتهاء ببناء الخلايا والأنسجة الجديدة مما يعين على النمو والتكاثر‏،‏ وقبل ذلك وبعده التخلص من سموم الجسم وفضلاته عن طريق مختلف صور الإفرازات والإخراجات‏ .‏
هذا بالإضافة إلى ما يقوم به الماء من أدوار أساسية في عمليات بلع الطعام‏،‏ وهضمه‏،‏ وتمثيله‏،‏ ونقله‏،‏ وتوزيعه‏،‏ ونقل كلٍ من الفيتامينات‏،‏ والهرمونات‏،‏ وعناصر المناعة‏،‏ ونقل الأوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم‏،‏ وإخراج السموم والنفايات إلى خارج الجسم‏،‏ وحفظ حرارة الجسم ورطوبته وما يقدم لذلك أو يترتب عليه من العمليات الحيوية‏،‏ وعلى ذلك فلا يمكن للحياة أن تقوم بغير الماء أبداً‏،‏ فمن الكائنات الحية ما يمكنه الاستغناء كلية عن أوكسجين الهواء‏،‏ ولكن لا يوجد كائن حي واحد يمكنه الاستغناء عن الماء كلية‏،‏ فبالإضافة إلى منافعه العديدة ـ وفي مقدمتها أنه منظم لدرجة حرارة الجسم‏ ـ بما له من سعة حرارية كبيرة‏،‏ ومنظم لضغط الدم‏،‏ ولدرجات الحموضة‏،‏ فإن في نقصه تعطش الخلايا ويضطرب عملها‏،‏ وتتيبس الأنسجة‏،‏ وتتلاصق المفاصل‏،‏ ويتجلط الدم ويتخثر‏،‏ ويوشك الكائن الحي على الهلاك، ولذلك فإن أعراض نقص الماء بالجسم الحي خطيرة للغاية‏،‏ فإذا فقد الإنسان على سبيل المثال ‏1 %‏ من ماء جسده أحس بالظمأ‏،‏ وإذا ارتفعت نسبة فقد الماء إلى ‏5 %‏ جف حلقه ولسانه‏،‏ وصعب نطقه‏،‏ وتغضن جلده‏،‏ وأصيب بانهيار تام‏،‏ فإذا زادت النسبة المفقودة على‏10 %‏ أشرف الإنسان على الهلاك بالموت‏ .‏
وفي المقابل فإن الزيادة في نسبة الماء بجسم الكائن الحي على القدر المناسب له قد تقتله‏،‏ فالزيادة في نسبة الماء بجسم الإنسان قد تسبب الغثيان‏،‏ والضعف العام وتنتهي بالغيبوبة التي تفضي إلى الموت‏ .
سابعا‏ًً :‏ يغطي الماء في زماننا الراهن حوالي ‏71‏% من مساحة سطح الأرض المقدرة بنحو ‏(510)‏ ملايين كيلو متر مربع‏،‏ بينما تشغل مساحة اليابسة حوالي ‏29‏% من تلك المساحة‏ .‏
والأرض هي أغنى كواكب المجموعة الشمسية بالماء الذي تقدر كميته على السطح بنحو ‏1,4‏ بليون كيلو متر مكعب‏،‏ بالإضافة إلى مخزون يقدر بمئات أضعاف هذا الرقم في نطاق الضعف الأرضي‏،‏ يخرجه لنا ربنا ـ‏ تبارك وتعالى‏ ـ‏ بقدر معلوم مع ثورات البراكين‏ .‏
ويتوزع أغلب الماء على سطح الأرض ‏(‏حوالي‏97.22 %)‏ في البحار والمحيطات التي تغطي مساحة تزيد على ‏362‏ مليون كيلو متر مربع‏ بمتوسط عمق يقدر بحوالي ‏3800‏ متراً، مما يعطي لبحار ومحيطات الأرض حجماً يزيد قليلا على ‏(1375)‏ مليون كيلو متر مكعب من الماء المالح .
هذا بالإضافة إلى كمٍ من الجليد يغطي قطبي الأرض‏،‏ وقمم الجبال بسُمك يصل إلى أربعة كيلو مترات في القطب الجنوبي، وإلى ‏3800‏ متر في القطب الشمالي‏،‏ ويقدر كم الماء في هذا الغطاء الجليدي بحوالي ‏(2,15%)‏ من مجموع الماء على سطح الأرض‏،‏ والنسبة الباقية وتقدر بحوالي‏ (63.0 %)‏ من مجموع ماء الأرض تمثل أغلبها بالمخزون المائي في صخور قشرة الأرض ونسبته ‏0.613‏% ، ويمثل الباقي‏ ـ‏ وتقدر نسبته بحوالي‏0.017% ـ بمخزون البحيرات الداخلية‏،‏ وكم الماء الجاري في الأنهار والجداول‏،‏ ورطوبة كلٍ من الجو والتربة‏ التي تعين الأرض على الإنبات‏،‏ وتلعب دوراً مهماً في تكوين السحب التي تدفع عن الأرض جزءاً كبيراً من حرارة وأشعة الشمس بالنهار‏،‏ كما ترد إلى الأرض معظم الدفء الذي تشعه صخورها إلى الجو بمجرد غياب الشمس ‏.‏
وهذا التوزيع المعجز للماء على سطح الأرض لعب ـ ولا يزال يلعب ـ دوراً أساسياً في تهيئة مناخ الأرض لاستقبال الحياة‏،‏ فلولا هذه المساحات المائية والجليدية الشاسعة لاستحالت الحياة التي نعرفها على سطح الأرض‏؛‏ لأن درجة حرارة نطاق المناخ كان من الممكن أن تصل إلى أكثر من مائة درجة مئوية بالنهار‏،‏ وأن تنخفض إلى ما دون المائة درجة تحت الصفر المئوي بالليل‏،‏ وهو تباين لا تقوى عليه كل صور الحياة المعروفة لنا‏،‏ ولكن شاءت إرادة الله ورحمته أن تحمينا من هذه المخاطر بواسطة الغلاف المائي للأرض الذي ينظم درجة حرارتها‏،‏ وحرارة الهواء المحيط بها في نطاق المناخ‏،‏ وذلك بتكرار عمليات التبخير بكميات كبيرة من الماء‏ ـ‏ تقدر سنويا بحوالي‏380,000‏ كيلو متر مكعب‏ ـ وتكثيف هذا الكم الهائل من بخار الماء على هيئات السحاب والضباب والندى‏،‏ وإنزاله إلى الأرض على هيئة المطر‏،‏ والثلج والبَرَد‏،‏ وما يصاحب ذلك من رعد وبرق‏،‏ وما ينزل معهما من مركبات النيتروجين وغيره من العناصر التي تثري تربة الأرض بما يحتاجه النبات من مركبات‏،‏ وما يصاحب كل ذلك من إحياء للأرض بعد موتها‏،‏ بتقدير من الخالق البارئ المصور : " الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى " (الأعلى:2ـ3) .‏
ثامناً ‏:‏ الماء يساعد على حفظ درجات الحرارة في البحار والمحيطات في الحدود التي تعين الحياة البحرية على النشاط‏،‏ وذلك باختلاط التيارات البحرية الدافئة والباردة‏،‏ وبامتصاص جزء كبير من أشعة الشمس، ومما تنتجه الأحياء البحرية من حرارة نتيجة لمختلف أنشطتها الحيوية‏،‏ والعمل على إعادة توزيعها‏،‏ وكذلك توزيع الحرارة الناتجة عن ثورات البراكين فوق قيعان كل محيطات الأرض‏،‏ وقيعان أعداد من بحارها‏،‏ وقبل ذلك وبعده وقاية الأحياء البحرية من مختلف التقلبات الجوية خاصة عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي‏،‏ وهنا يلحظ كل عاقل دور القدرة المبدعة في الخلق، والتي أعطت الماء عدداً من الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي لا تتوافر لغيره من العناصر ومركباتها‏،‏ وأبرزها قلة كثافة الماء عند تجمده، مما يضطره إلى الطفو على سطح مياه البحار والمحيطات في المناطق الباردة والمتجمدة بدلاً من الغوص إلى قيعانها والقضاء على مختلف صور الحياة فيها‏،‏ ويقوم الجليد الطافي على سطح الماء بدور العازل بين درجات حرارة الهواء الشديد البرودة من فوقه‏،‏ والماء الدافئ نسبياً من تحته وما فيه من حياة زاخرة ‏.‏
هذا قليل من كثير مما حبا الله‏ ـ‏ تعالى‏ ـ به الماء من صفات طبيعية وكيميائية فريدة‏،‏ التي من أهمها أيضاً قدرته الفائقة على إذابة أعداد كبيرة من المواد الصلبة والسائلة والغازية‏،‏ وبناؤه الجزيئي ذو القطبية المزدوجة والمقاوم للتحلل والتأين‏،‏ ودرجتا التجمد والغليان المتميزتان‏،‏ والحرارة النوعية المرتفعة‏،‏ والحرارة الكامنة العالية‏،‏ واللزوجة والتوتر السطحي الفائقان‏،‏ وقلة كثافته عند التجمد‏،‏ وقدرته الكبيرة على الأكسدة والاختزال‏،‏ وعلى التفاعل مع العديد من المركبات الكيميائية‏،‏ وعلى تصديع التربة وشقها لمساعدتها على الإنبات‏،‏ وبذلك هيأها الله ـ‏ سبحانه وتعالى‏ ـ للقيام بدوره الرئيسي في أجساد كل أنواع الحياة النباتية والحيوانية والإنسية، مما يعتبر معجزة كبرى من معجزات الخالق‏ ـ‏ سبحانه وتعالى ـ‏ الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق‏ :‏ ‏" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ "(الأنبياء:30)، جاء ذلك مباشرة بعد تقرير خلق السماوات والأرض بعملية فتق الرتق، وهي من أعظم معجزات الخالق‏ ـ‏ سبحانه‏ ـ‏ في إبداعه للكون‏،‏ والخطاب في مطلع الآية الكريمة موجه للذين كفروا‏،‏ ولذلك ختمت بهذا الاستفهام التقرير‏،‏ التقريعي‏،‏ التوبيخي‏ :‏ " أَفَلا يُؤْمِنُونَ " .‏
وهذه حقائق لم يصل إليها علم الإنسان الكسبي إلا في منتصف القرن العشرين‏،‏ وورودها في كتاب الله بهذه الدقة العلمية المبهرة‏،‏ والإيجاز المعجز‏،‏ مع الشمول والإحاطة لمما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏،‏ ويشهد بالنبوة والرسالة للرسول والنبي الخاتم الذي تلقاه‏،‏ فصلى الله وسلم وبارك عليه‏،‏ وعلى آله وصحبه‏،‏ ومن تبع هداه‏،‏ ودعا بدعوته إلى يوم الدين‏،‏ والحمد لله رب العالمين ‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://supermama.yoo7.com
الصفا والمروة
عضوة مشاركة
عضوة مشاركة
الصفا والمروة


عدد المساهمات : 48
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2012

الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان   الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان I_icon_minitimeالأربعاء مارس 28, 2012 2:36 am

قعلا الماء هو اصل الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الماء أصل الحياة .. حقيقة تدل على الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الإيمان
» مشكلة النسيان عند الحامل حقيقة
» الإيمان بالله
» ريجيم الماء
» ريجيم الماء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سوبر ماما :: القسم الاسلامى :: الاعجاز العلمى-
انتقل الى: